للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

نفسه في مجلس الوزير أبي علي بن مقلة١ سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة

وأفتى محمد بن أبي زيد فيمن قال لصبي: لعن الله معلمك وما علمك، وقال: أردت سوء الأدب ولم أرد القرآن قال يؤدب القائل.

قال: وأما من لعن المصحف فإنه يقتل. هذا آخر كلام القاضي عياض.

فصل

ويحرم تفسيره بغير علم، والكلام في معانيه لمن ليس من أهلها، والأحاديث في ذلك كثيرة، والإجماع منعقد عليه. وأما تفسيره للعالم فجائز حسن، والإجماع منعقد عليه.

فمن كان من أهل التفسير جامع للأدوات التي تعرف بها معناه، وغلب على ظنه المراد، فسّره إن كان مما يدرك بالاجتهاد كالمعاني والأحكام الخفية والجلية، والعموم والخصوص، والإعراب وغير ذلك، وإن كان ممالا يدرك بالاجتهاد، كالأمور التي طريقها النقل وتفسير الألفاظ اللغوية، فلا يجوز الكلام فيه إلا بنقل صحيح من جهة المعتمدين من أهله.

أما من كان ليس من أهله لكونه غير جامع لأدواته، فحرام عليه التفسير.

ولكن له أن ينقل التفسير عن المعتمدين من أهله.

ثم المفسرون برأيهم من غير دليل صحيح أقسام:

*فمنهم: من يحتج بآية على تصحيح مذهبه وتقوية خاطره، مع انه لا يغلب على ظنه أن ذلك هو المراد بالآية، وإنما يقصد الظهور على خصمه.

*ومنهم: من يقصد الدعاء إلى خير ويحتج بآية من غير أن يظهر له دلالة


١ هو: محمد بن علي بن الحسين بن مقلة، أبو علي، أديب، شاعر، حسن الخط، من الوزراء، وولد في بغداد سنة (٢٧٢هـ) وولي الخراج في أعمال فارس، توفي سنة (٣٢٨هـ) .

<<  <   >  >>