للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفي عام ١٧٢٤م صدر مرسوم من مجلس الشيوخ وبأمر من بطرس بتعلم اللغة التركية. وقد كان لبطرس مستشار فيما له صلة بالشرق والإسلام، هو ديمتري كانتيمير (ت:١٧٢٣م) الذي يعد مؤسس أول مطبعة في روسيا تطبع الحروف العربية، وله مؤلفات عن تركيا والإسلام، كما يرجع إلى عهد بطرس الأول تأسيس مكتب سُمِّي بمكتب النوادر، وتجمع فيه التحف والنقود الشرقية وغيرها، وذلك في عام١٧٢٤م (١) ، كما تم في عهد بطرس الأول أول ترجمة للقرآن الكريم إلى اللغة الروسية، وذلك في عام ١٧١٦م، وإن كانت تعد ترجمة رديئة وسيئة، لم يتم الاعتماد فيها على النص القرآني مباشرة، وإنما عن طريق ترجمة دورييي الفرنسية التي تمت في عام ١٦٤٧م (٢) .

وقد تواصل هذا الاهتمام ولا سيما خلال الربع الأخير من القرن نفسه، ففي عهد القيصرة كاتيرينا الثانية تم إرسال عدد من الطلاب في بعثات لعدد من الدول الأوربية، وتم التوسع في تعليم لغات الشعوب


(١) ينظر: مقدمة في تاريخ الاستشراق في المتحف الآسيوي ومعهد الدراسات الشرقية في لينينغراد، د. بيرتيلس، في تاريخ الاستشراق والدراسات العربية والكردية في المتحف الآسيوي ومعهد الدراسات الشرقية في لينينغراد ص١٧-١٨. وينظر في تتبع جذور الاستشراق الروسي في القرن الثامن عشر، ولاسيما في عهدي بطرس الأول وكاترينا الثانية إلى: دراسات في تاريخ الاستعراب الروسي لكراتشكوفسكي ص٤٠فما بعدها، وكذلك الاستشراق الروسي للدكتور عبد الرحيم العطاوي ص٥٩ فما بعدها.
(٢) انظر: دراسات في تاريخ الاستعراب الروسي، كراتشكوفسكي ص٤٣، "القرآن في روسيا" لبيوتر غريزنيفيتش، في أبحاث جديدة للمستعربين السوفيت، الكتاب الأول ص٢٥١.

<<  <   >  >>