للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ، وَيَنْهَاهُمْ عَنْ عِبَادَةِ الطَّاغُوتِ١.

وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ


رَسُولاً} [الاسراء: من الآية١٥] , ولما كانت الرسل قبل محمد صلى الله عليه وسلم كلما هلك نبي خلفه نبي, قيض الله لهذه الأمة أئمة هدى حفظ الله بهم دينه, وأقام بهم الحجة على عباده, ولا تزال إلى قيام الساعة, كما أخبر به صلى الله عليه وسلم في قوله: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة إلى قيام الساعة".
١ يدعوهم إلى هذا الذي بعثت به الرسل, ودعوتهم كلهم إلى عبادة الله وحده, وترك عبادة ما سواه, فزبدة جميع ما أرسلت به الرسل هو التوحيد, وما سواه من تحريم وتحليل ففروع, ولا يؤمر بها إلا بعد وجود التوحيد, ولا تقبل ولا يلتفت إليها إلا مع التوحيد الذي هو دين الرسل, من أولهم إلى آخرهم, ولأجله خلقت الخليقة, وأرسلت الرسل, وأنزلت الكتب, وخلقت الجنة والنار.

<<  <   >  >>