للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيسمعها مسترق السمع (١) ، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض، وصفه سفيان بكفه (٢) ، فحرفها وبدد بين أصابعه (٣) ، فيسمع الكلمة، فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن (٤) ،

ــ

= سبحانه الحق، وقوله الحق، (وهو العلي الكبير) الذي لا أعظم منه، ولا أكبر منه تبارك وتعالى.

(١) أي يسمع مسترق السمع الكلمة التي قضاها الله، وسمعتها الملائكة وتحدثوا بها، ومسترق السمع هو من الشياطين، فإنهم يركب بعضهم بعضا حتى يصلوا إلى حيث يسمعون تحدث الملائكة بالأمر يقضيه الله. وفي صحيح البخاري من حديث عائشة: " إن الملائكة تنزل في العنان، وهو السحاب، فتذكر الأمر قضي في السماء، فتسترق الشياطين السمع، فتوحيه إلى الكهان، فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم " ١. وسماعهم من الذين في العنان لا ينفي سماعهم من الذين في السماء.

(٢) أي وصف ركوب الشياطين بعضهم فوق بعض بما يأتي، وسفيان هو ابن عيينة بن أبي عمران ميمون، الهلالي أبو محمد الكوفي ثم المكي، ثقة حافظ حجة، من كبار الأئمة، روى عن عبد الملك بن عمير والسبيعي وخلق، وعنه الأعمش وشعبة وجماعة، مات سنة ١٩٨ هـ، وله ٩١.

(٣) حرفها، بحاء مهملة وراء مشددة: ميلها، و (بدد) أي فرق وباعد بين أصابعه من غير مماسة بعضها لبعض، ولا لصوق بعضها لبعض.

(٤) أي يسمع المسترق وهو الشيطان الفوقاني الكلمة التي سمعت من السماء، فيلقيها إلى الشيطان الذي تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، ثم الآخر إلى من تحته، وهكذا حتى يلقيها آخرهم على لسان الساحر، أو على لسان الكاهن، وحينئذ يقع الرجم.


١ البخاري: بدء الخلق (٣٢١٠) , ومسلم: السلام (٢٢٢٨) , وأحمد (٦/٨٧) .

<<  <   >  >>