للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد ثبت في "الصحيحين"عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- (أنَّ الله - عز وجل - يقولُ: هل من دَاعٍ، فأستجيبَ له؟ هل من سائل فأُعْطِيَه؟ هل من مُستغفرٍ فأغْفِرَ له؟).

وقال -صلى الله عليه وسلم- (من لم يسأل الله يغضب عليه) رواه ابن ماجه.

استحق الغضب لأمرين:

الأول: لأنه ترك محبوباً لله، فإن الله يحب أن يسأل (ذكر ذلك المناوي).

والثاني: لأن ترك الدعاء دليل على الكبر والاستغناء عن الله. (ذكر ذلك المباركفوري).

• هل سؤال العلم داخل في النهي؟

لا.

قال ابن تيمية: فَأَمَّا سُؤَالُ مَا يَسُوغُ مِثْلُهُ مِنْ الْعِلْمِ: فَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ لِأَنَّ الْمُخْبِرَ لَا يُنْقِصُ الْجَوَابُ مِنْ عِلْمِهِ بَلْ يَزْدَادُ بِالْجَوَابِ وَالسَّائِلُ مُحْتَاجٌ إلَى ذَلِكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (هَلَّا سَأَلُوا إذْ لَمْ يَعْلَمُوا؟ فَإِنَّ شِفَاءَ الْعَيِّ السُّؤَالُ).

• اختلف العلماء في المراد بقوله (يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم):

فقيل: يأتي ساقطاً لا قدر له ولا جاه.

وقيل: يعذب في وجهه حتى يسقط لحمه.

وقيل: يبعث ووجهه عظم كله، فيكون ذلك شعاره الذي يعرف به.

• ماذا يستثنى من ذم السؤال؟

استثنى العلماء من السؤال حالتين:

الحالة الأولى: أن يطلب من السلطان.

لأن طلبه من السلطان له وجه، لأنه قد يكون له حق من بيت المال.

الحالة الثانية: السؤال للحاجة.

• اذكر بعض الفوائد العامة من الحديث؟

- أن سؤال الناس من حاجة لا بأس بها، وقد قال تعالى (وأما السائل فلا تنهر).

- أن الجزاء من جنس العمل، فحيث كان وجهه هو الذي يسأل ويقابل الناس عند السؤال، صار العذاب - يوم القيامة منصباً عليه، والجزاء من جنس العمل جاءت أدلة كثيرة تدل عليه، (وقد تقدمت).

- إثبات البعث والحساب.

باب قسْمُ الصدقات

في هذا الباب بيان مصارف الزكاة، ومن يعطى ومن لا يعطى.

وقد بيّن تعالى المستحقين للزكاة بنفسه ولم يكلها إلى أحد سواه.

فقال تعالى (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).

<<  <  ج: ص:  >  >>