للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يسيبون جميع مواشيهم في البراري والمفالي من الإبل والخيل الجياد والبقر والأغنام وغير ذلك ليس لها راعي ولا مراعي بل إذا عطشت ودت على البلدان ثم تصدر إلى مفالها حتى ينقضى الربيع أو يحتاجون لها أهلها

وبعد أن ذكر المؤرخ ابن بشر بعض الأخبار التي تعطي صورة جيدة واضحة عن استتباب الأمن في هذه الدولة وتأمين السبل ورضى الناس بذلك قال رحمه الله تعالى:"ويخرج الراكب وحده من اليمن وتهامة والحجاز والبصرة والبحرين وعمان وأنقرة والشام لا يحمل سلاحا بل سلاحه عصاه لا يخشى كيد عدو ولا أحد يريده بسوء"٢ والرخاء وسعة الرزق ترتبطان عادة مع الأمن والعدل واستتبابهما في أي موطن. وقد تحقق لأهل هذه المنطقة في ظل الدولة السعودية الأولى من الرخاء بقدر ما وصفنا من الأمن.

وقد سبق أن ذكرنا نصا تاريخيا عن هذه الدعوة المباركة أن أهل الدرعية عند بدء الدعوة الإصلاحية كانوا في أضيق عيش وأشد حاجة وابتلوا ابتلاء شديدا وقد وصف ابن بشر في تاريخه حال الدرعية بعد ذلك وما هي فيه من نعمة وما بها من خيرات تفوق الوصف فقال: "ولقد رأيت الدرعية بعد ذلك في زمن سعود رحمه الله تعالى وما فيه أهلها من الأموال وكثرة الرجال والسلاح المحلى بالذهب والفضة الذي لا يوجد مثله والخيل الجياد والنجايب العمانيات والملابس الفاخرة وغير ذلك من الرفاهيات ما يعجز عن عده اللسان ويكل عن حصره الجنان والبنان. ولقد نظرت إلى مواسمها يوما في مكان مرتفع وهو في الموضع المعروف بالباطن بين منازلها الغربية التي فيها آل سعود المعروفة بالطريف ومنازلها الشرقية المعروفة بالبحيري التي فيها أبناء الشيخ ورأيت موسم الرجال في جانب، وموسم النساء في جانب، وموسم اللحم في جانب وما بين ذلك من الذهب والفضة والسلاح والإبل والأغنام والبيع والشراء


١ عنوان المجد في تاريخ نجد للشيخ عثمان بن بشر ج١ ص ١٢٦، ١٢٧.
٢ المرجع السابق ج١ ص ١٢٨.

<<  <   >  >>