للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فأما اتخاذ المآتم في المصائب, واتخاذ أوقاتها مآتم, فليس من دين الإسلام, وهو أمر لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا أحد من السابقين الأولين, ولا من التابعين لهم بإحسان, ولا من قادة أهل البيت, ولا غيرهم.

وقد شهد مقتل علي أهل بيته, وشهد مقتل الحسين من شهده من أهل بيته, وقد مرت على ذلك سنون كثيرة, وهم متمسكون بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, لا يحدثون مأتما, ولا نياحة, بل يصبرون ويسترجعون كما أمر الله ورسوله, أو يفعلون ما لا بأس به من الحزن والبكاء عند قرب المصيبة.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما كان من العين والقلب فمن الله, وما كان من اليد واللسان فمن الشيطان" ١.

وقال: "ليس منا من لطم الخدود, وشق الجيوب, ودعا بدعوى الجاهلية" ٢. يعني: مثل قول المصاب "يا سنداه, يا ناصراه, يا عضداه".

وقال: " إن النائحة إذا لم تتب قبل موتها فإنها تلبس يوم القيامة درعا من جرب, وسربالا من قطران " ٣.

وقال: "لعن الله النائحة والمستمعة إليها" ٤.


١-أخرج أبو نعيم عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما كان من حزن في قلب أو عين فهو من قبل الرحمة وما كان من حزن يد أو لسان فهو من قبل الشيطان" انظر جمع الجوامع للسيوطي ١/٧٠٩.
٢-أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الجنائز باب ٣٦-٣٨-٣٩, وفي المناقب باب٨. ومسلم في صحيحه في كتاب الإيمان حديث ١٦٥. والترمذي في كتاب الجنائز باب٢٢. وابن ماجة في سننه باب الجنائز باب٥٢. والإمام أحمد في مسنده ١/٣٨٦-٤٣٢-٤٥٦-٤٤٢-٤٦٥-٤/١٣١.
٣-أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الجنائز حديث رقم ٢٩. وابن ماجة في سننه في الجنائز باب٥١. والإمام أحمد في مسنده ٥/٣٤٢-٣٤٣-٣٤٤.
٤-أخرجه أبو داود في سننه في كتاب الجنائز باب٢٥. والإمام أحمد في المسند ٣/٦٥.

<<  <   >  >>