للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[إرادة الله في التكوين وإرادته في التكليف]

والشفاعة لله وبإذنه ومنه تطلب

فالواجب على كل مسلم صرف همته وعزائم أمره إلى ربه تبارك وتعالى بالإقبال إليه والاتكال عليه، والقيام بحق العبودية لله عز وجل، فإذا مات موحداً استشفع ١ الله فيه نبيه، بخلاف من أهمل ذلك وتركه، وارتكب ضده من الإقبال إلى غير الله بالتوكل عليه، ورجائه فيما لا يمكن وجوده إلا من عند الله، والالتجاء إلى ذلك الغير، مقبلا على شفاعته، متوكلا عليها، طالباً لها من النبي صلى الله عليه سلم أو غيره، راغباً إليه فيها، تاركاً ما هو المطلوب المتعين عليه، المخلوق لأجله. هذا بعينه فعل المشركين واعتقادهم، ولا نشأت فتنة في الوجود إلا بهذا الاعتقاد، فصار شقيّاً بالإرادة الكونية والعاقبة الغوية، لأن الإرادة الدينية أصل في إيجاد المخلوقات، والإرادة الكونية


١ لعل الأصل شفع بتشديد الفاء أي أذن له بالشفاعة فيه وقبلها منه، من قوله صلى الله عليه وسلم حكاية عن ربه "اشفع تشفع "، وأما الاستشفاع فهو طلب الشفاعة يطلبها أهل الموقف من الرسل عليهم السلام. ويحتمل أنه استعمله بمعنى الإذن بالشفاعة.

<<  <   >  >>