للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المسلم فسوق, وقتاله كفر" ١. لكنه كفر لا يخرج من الملة, إذ لو كان مخرجاً من الملة ما بقيت الأخوة الإيمانية معه. والآية الكريمة قد دلت على بقاء الأخوة الإيمانية مع الاقتتال.

وبهذا علم أن ترك الصلاة كفر مخرج عن الملة, إذ لو كان فسقاً أو كفراً دون كفر، ما انتفت الأخوة الدينية به, كما لم تنتف بقتل المؤمن وقتاله.

فإن قال قائل: هل ترون كفر تارك إيتاء الزكاة كما دل عليه مفهوم آية التوبة؟

قلنا: كفر تارك إيتاء الزكاة قال به بعض أهل العلم, وهو إحدى الروايتين عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى.

ولكن الراجح عندنا أنه لا يكفر، لكنه يعاقب بعقوبة عظيمة, ذكرها الله تعالى في كتابه, وذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في سنته, ومنها ما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر عقوبة مانع الزكاة, وفي آخره: "ثم يرى سبيله, إما إلى الجنة وإما إلى النار"


١ رواه البخاري كتاب الإيمان باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر رقم ٤٨ ومسلم كتاب الإيمان باب بيان قول النبي صلى الله عليه وسلم: "سباب المسلم فسوق" رقم ٦٤.

<<  <   >  >>