ثبوتها عمن نُسِبت إليه، وليس المراد به دراسة الرواية بعد ثبوتها، وليس المراد بنقد متن الرواية أن يكون ذلك بعد ثبوتها، بهدف معرفة سلامة المعنى واستقامته- كما يتصوره بعض الناس من خلال التعريف أو إطلاق التسمية- فعلى هذا يتبين المراد عند المحدثين، وهو دراسة الرواية لِتَبيُّن ثبوتها عمن عُزِيتْ له، فإذا كان العزو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن المراد تمحيصُ الرواية –سنداً ومتناً- ليظهر للناقد هل هذه المروي مما يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم أوْ لا؟ وعند هذا الحد تقف الدراسة والتمحيص، وإذا كانت النتيجة هي ثبوت الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يصح لمسلم –محدِّثاً أو غيره- أن يفكر في نقد متن الحديث ليقبله أو يرده بعد ذلك؛ لأن معنى الحكم بثبوت الرواية عن الرسول أنها حق، وأنها صَدَرتْ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنى ذلك أنه يجب قبولها، وليس معنى النقد لمتن الرواية بعد ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا الاستدراك عليه وهو موقف يَأْباهُ المسلم على كل حال ولا يقبله منه دينُهُ البَتّة.