يشرح محمد بن عبد الوهاب العقيدة الإسلامية شرحا واضحا، مستندا في هذا إلى القرآن الكريم والسنة الشريفة، وطريقته يأتي بالآية التي تدعو إلى التوحيد، وتبين حقيقته ... ثم يورد ما ثبت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حديث في هذا المعنى، ثم يكشف بعد هذا ما يفسد عقيدة المسلم ويذهب بالناس مذهب الشرك. ومن أمثلة ذلك قوله تحت عنوان:"باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين". يقول قال الله عزّ وجّل:{أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ}[النّساء، من الآية: ١٧١] . وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى:{وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً}[نوح: ٢٣] . قال:"أي ابن عباس" هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا في مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم، ففعلوا، ولم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت، وعن ابن عمر: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:"لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد الله فقولوا عبد الله ورسوله "وعلى هذه الطريقة سار محمد بن عبد الوهاب في كتابه وكان هدفه بيان حقيقة التوحيد، وقد أسفرت جهوده في حريملاء عن نتائج طيبة فوالاه أناس وأيدوه، واعتقدوا أنه محق في دعوته وصادق.
وعلى الجانب الآخر عارض دعوته آخرون، وسفهوا الشيخ وقاوموا