فكان الشيخ رحمه الله يستأجر رجالا يدفع إليهم من ماله، ليقطعوا هذه الأشجار، وبقيت شجرة واحدة بالعيينة وكانت كبيرة تعرف بشجرة الذئب، لم يستطع أتباع الشيخ قطعها لكثرة روادها وقاصديها، فذهب الشيخ إلى هذه الشجرة بنفسه وقطعها وهو يتلو قوله تعالى:{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} الإسراء: ٨١] . ولما أصبح الناس لم يجدوا هذه الشجرة، فترقبوا بالشيخ الضرر فوجدوه لم يصب بمكروه.
٢- هدم القباب:
وخطا الشيخ خطوته الثانية وهي التصميم على هدم القباب المقامة على القبور التي ضل الناس بها عن الهدف، فتبادل الرأي مع الأمير عثمان بن معمر فوافق على ذلك وكان ببلدة الجبيلة قبة على القبر المنسوب إلى زيد بن الخطاب، يقدسها ويحجون إليها، ويعكفون على القبر ويتمسحون به، فأراد الشيخ أن يهدمها وشاور عثمان بن معمر فقال له عثمان: دونكما فأهدمها فأعرب الشيخ لعثمان عن خوفه من أهل الجبيلة، فطلب مساعدته، فذهب الشيخ ومعه عثمان بن معمر بنحو ستمائة رجل، فلما اقترب منها، هب أهل الجبيلة لمنعهما بالقوة، فاستعد عثمان لحربهم، ورتب جنده، وأعد سلاحه، فلما رأوا عزم عثمان تخلّوا عن المقاومة بأيديهم، فأقبلوا يمنعونهما بألسنتهم ويخوفونهما من عاقبة عملهما، وعندما رأى الشيخ ذلك، أخذ الفأس وضرب جوانبها، وتابعه أتباعه وأزيلت القبة. وما أصاب الشيخ ضرر،