النساء والرجال، فرحم الله من أدى الواجب عليه، وتاب إلى الله، وأقر على نفسه.
فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وعسى الله أن يهدينا وإياكم وإخواننا لما يحب ويرضى والسلام١.
هكذا كان محمد بن عبد الوهاب يرد على خصوم الدعوة معتمدا في رده على القرآن الكريم وسنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وما كان عليه السلف الصالح من هذه الأمة.
٣- إقامة حد الزنا:
لقد استطاع محمد بن عبد الوهاب أن يؤثر تأثيرا عميقا في المجتمع الذي عاش فيه، وأن يجعل كل إنسان يحاسب نفسه على ما فعل. وبلغ من تأثيره في الناس أن جاءته فتاة نجدية، تعترف بأنها قد زنت وهي متزوجة وطلبت من الشيخ أن يقيم الحد عليها. وكانت هذه الفتاة تعرف أن الحد هو أشد عقوبة عرفها البشر، الرجم، ومع ذلك فقد أقدمت على الاعتراف بالذنب وطلبت من الشيخ إقامة الحد عليها، بسبب ما تمكن في قلبها من العقيدة الصادقة، وما ثبت فيه من الإيمان، والحق أن هذا أسمى ما يتخيل من ألوان التضحية بالنفس في سبيل الواجب.
ولما كانت الحدود في الشريعة الإسلامية السمحة تدرأ بالشبهات فقد فتح لها الشيخ طريقا للنجاة فسألها هل غصبت غصبا فأجابت أنها
١ ابن غنام، تاريخ نجد، تحقيق ناصر الأسد، ص ٣٥٥- ٢٥٨.