السلوقي اليوناني "انتيخس أبيفانس الرابع" وذهب "تورى" وكذلك "كنت" و "مونتجمري" و "اينسفيلد" وغيرهم، إلى أن الجزء الأول من السفر كتب في القرن الثالث ق٠م، أي بعد وفاة من تنسب إليه بما يقارب قرنين ونصف، أما الجزء الأخير منه وهو الإصحاحات من ٧ - ١٢ فيرجع إلى زمن "المكابيين"، أي قبل الميلاد بقرنٍ ونصف "٧٧.
والإصحاحات الأخيرة من "سفر دانيال" هي التي ورد فيها ما يتعلق بالمجيء الثاني الذي يستدل به أصحاب هذه الدعاوى، وهو يعود كما سبق بيانه إلى فترة "المكابيين"، حيث ورد في "الإصحاح الحادي عشر" منه تفصيلاً دقيقاً للأحداث الكبرى التي أوقعها الملك السلوقي اليوناني "انتيخس ابيفانس الرابع" باليهود، واضطهاده لهم، وقتاله للمصريين، مما يؤكد أن كاتبه قد وجد في تلك الفترة المتأخرة عن وجود "دانيال" بما يقارب ثلاثة قرون ونصف القرن٧٨.
٢ - لغة السفر:
لغة السفر تعتبر مشكلة لدى اليهود والنصارى، لأنه من المتفق عليه أنه كُتب في أصله بلغتين هما: الآرامية والعبرية، بمعنى أن بعض أجزائه وخاصة الأولى منه كتبت باللغة الآرامية، والأجزاء الأخيرة منه كتبت باللغة العبرية، مما جعل علماء النصارى ينسبونه إلى أكثر من شخص٧٩.