وفي "إنجيل متى" ١٦/٢٨ ذكروا عن المسيح أنه قال لهم: "الحق أقول لكم إن من القيام هاهنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في ملكوته".
وقد ركز "بولس" كثيراً على دعوى مجيء المسيح وقربها جداً، حتى زعم أن المسيح سيأتي وهو حي فقال في رسالته إلى "كورنثوس الأولى" ١٥/٥١ - ٥٢ "هو ذا سر أقوله لكم لا نرقد كلنا ولكننا نتغير في لحظة في طرفة عينٍ عند البوق الأخير، فإنه سيبوق فيُقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغير".
وهكذا زعم أيضاً في رسالته إلى "تسالونيكى" ٤/ ١٥ - ١٧ حيث قال:"فإننا نقول لكم بكلمة الرب إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين، لأن الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة، وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولاً، ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب".
كما تكرر في "سفر الرؤيا" تأكيد المجيء الثاني وأنه مجيءٌ سريع حيث يقول: "ها أنا آتي سريعاً" ٣/١١، ١٢٧/١٢, ٢٠.
فهذه النصوص يقرر من خلالها النصارى أن المسيح عليه السلام سيأتي مرةً ثانية, إلا أنهم اختلفوا في وقت مجيئه إلى أقوالٍ عديدةٍ نذكرها في المباحث التالية ونبين ما في تلك الأقوال من الأخطاء والانحرافات: -