للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال ابن كثير: "وقول البغوي في تفسيره: وذهب جماعة إلى أنه رآه بعينه وهو قول أنس والحسن وعكرمة، فيه نظر والله أعلم"١.

وقال ابن كثير: "ورأى، أي: النبي صلى الله عليه وسلم ربه -عز وجل- ببصره على قول بعضهم، وهو اختيار الإمام أبي بكر بن خزيمة من أهل الحديث، وتبعه في ذلك جماعة من المتأخرين"٢.

وقال أيضًا: "وصرح بعضهم بالرؤية بالعينين، واختاره ابن جرير، وبالغ فيه، وتبعه على ذلك آخرون من المتأخرين، وممن نص على الرؤية بعيني رأسه الشيخ أبو الحسن الأشعري فيما نقله السهيلي عنه، واختاره الشيخ أبو زكريا النووي في فتاويه"٣.

وحمل القاضي أبو يعلى في كتابه الروايتين والوجهين٤ وفي إبطال

التأويلات٥ الرواية التي عن الإمام أحمد بأنها نص على الرؤية بالعين، فقال في كتاب الروايتين: "فظاهر هذا أنه أثبت رؤيا عين" وقال في إبطال التأويلات: "والرواية الأولى أصح، وأنه رآه في تلك الليلة بعينيه".

وقد اعترض شيخ الإسلام على هذا التوجيه من القاضي فقال: "وكذلك الإمام أحمد تارة يطلق الرؤية، وتارة يقول: "رآه بفؤاده"، ولم يقل أحد: أنه سمع أحمد يقول رآه بعينه، لكن طائفة من أصحابه سمعوا


١ تفسير ابن كثير ٧/٤٢٣.
٢ الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ص (٢٦٨)
٣ البداية والنهاية ٣ / ١١٢
٤ الروايتين والوجهين مسائل من أصول الديانات ص ٦١.
٥ إبطال التأويلات ١/١١١

<<  <   >  >>