رضي الله عنهم مُحكمةٌ لا تقبلُ النسخَ بحالٍ من الأحوالِ؛ لأنَّ حديثَ جندبٍ في آخر أيامه، وحديثَي عائشة وابن عباس في آخر لحظاتِه صلى الله عليه وسلم، فلا يجوزُ لأحدٍ من المسلمين أفراد أو جماعات تَركُ ما دلَّت عليه هذه الأحاديث الصحيحةُ المُحكَمة، والتعويلُ على عملٍ حصل في أثناء عهدِ بني أُمَيَّة، وهو إدخالُ القبر في مسجدِه صلى الله عليه وسلم فيستدلُّ بذلك على جواز بناءِ المساجد على القبور أو دفن الموتَى في المساجد.
وأمَّا مسجدُ قُباء، فهو ثاني المسجدَين اللَّذَين لهما فضلٌ وشأنٌ في هذه المدينة وقد أُسِّسَا على التقوى من أوَّلِ يوم، وقد جاء عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِن فعلِه وقولِه ما يدلُّ على فضلِ الصلاة في مسجدِ قباء.
أمَّا فعلُه فعَن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:"كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يأتي مسجدَ قباء كلَّ سبتٍ ماشياً وراكباً فيُصلِّي فيه ركعتين"، رواه البخاري ومسلم.