نقل الخطيب أن إبراهيم كان يجيز الغناء بالعود، وفي ميزان الذهبي كان يجيد الغناء، فلعل هذا هو السبب الذي من أجله ترك وكيع الرواية عنه. على أن أبا داود - رحمه الله - نقل عن الإمام أحمد أن وكعاً كف عن حديث إبراهيم بن سعد لكنه حدث عنه بعد، وعلى أية حال فإن الأئمة اتفقوا على جلالته، فابن عدي يقول: "وقول من تكلم فيه تحامل"، والذهبي يقول: "ثقة بلا ثنيا". انظر: العلل ومعرفة الرجال ١/٤٩، ميزان الاعتدال ١/٣٤، تقريب التهذيب ص٢٠، طبقات الحفاظ للسيوطي ص ١٠٧. ٢ إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسَم (بكسر الميم وسكون القاف وفتح السين) الأسدي مولاهم، أبو بشر البصري المعروف بابن عُليّة (بضم العين) ثقة حافظ، مات سنة ١٩٣هـ/ع. اتهموه بالقول بخلق القرآن، كما ويحكى عنه انه كان يشرب النبيذ، ووكيع لا يرى للبصري أن يشرب النبيذ، فها هو يقول: "إذا رأيت البصري يشرب النبيذ فاتهمه، وإذا رأيت الكوفي يشربه فلا تتهمه. قال علي بن خشرم فقلت له كيف ذلك؟ قال: الكوفي يشربه تديناً والبصري يشربه تدنياً". ومهما يكن من أمر فقد حكم النقاد بعدالته بل بإمامته، وقد أورد الذهبي أن عبد الصمد بن يزيد قال: "سمعت ابن عليّة يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق". انظر: تاريخ بغداد ١١/ ٢٢٩، ميزان الاعتدال ١/٢١٦، تذكرة الحفاظ ١/٣٢٢، تهذيب التهذيب ١/٢٧٥،تقريب التهذيب ٣٢، طبقات الحفاظ للسيوطي ١٣٣. ٣ يعني سفيان. قلت: لعل السبب في ترك وكيع لحديثه هو الاختلاط الذي اعتراه أخيراً، إذ لم يذكر ما يقدح فيه بل هو إمام حجة. انظر: ميزان الاعتدال ٢/١٧٠-١٧١. ٤ ابن همام الصنعاني. ٥ وهذا يشير إلى أن سفيان عبر عن استيائه، لترك وكيع لحديثه.