للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أوائل القرن الرابع الهجري، ودليل هذا أني وجدت أبا أحمد العسكري١ صاحب تصحيفات المحدثين يقول: ثنا أبو عبيد مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ الآجري في أكثر من موضع من كتابه المذكور٢. ومعلوم أن أبا أحمد العسكري ولد سنة ٢٩٣هـ وتأخرت وفاته إلى سنة ٣٨٢هـ مما جعلني أقطع بتأخر وفاته إلى ذلك الوقت. وقد أشار الدكتور فؤاد سزكين إلى تأخر وفاته لكنه لم يقم الدليل على ذلك، بل إن عبارته تفيد الاحتمال حيث قال ما نصه: وربما أدركت حياته أوائل القرن الرابع٣.

ثقافته:

إن عدم العثور على ترجمة الآجري كان له أثر كبير في اختفاء الجوانب الثقافية المختلفة لحياته، إذ لم يتيسر الكشف عن حدود ثقافته، بل ولا شيء منها سوى ما يمكن أن نلمسه من دراستنا للسؤالات.

ومهما يكن من أمر فسأحاول البحث عن مدى ثقافته وفي الجانب الحديثي بالذات، لما له من علاقة بما نحن بصدده، معتمداً بالدرجة الأولى على بعض الأقوال النادرة فيه، ثم دراستي لكتابه الذي بين أيدينا.

والذي ظهر لي أن الآجري - رحمه الله - كان من العلماء النابهين حيث كان يلم بعلم حديثي غزير وخاصة في علم الرواة، مما جعل أهل العلم يطلقون عليه لقب الحافظ كما تقدم٤، وهذه الكلمة ذات مدلول علمي رفيع. ولعل أهم مقومات علمه أن عاش في عصر ازدهار العلوم، إلى جانب ملازمته لأبي داود - رحمه الله - وهو العارف العالم بالصناعة الحديثية.


١ هو أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد بن إسماعيل العسكري، معجم المؤلفين ٣/٢٣٩.
٢ تصحيفات المحدثين ص٢٥، ٣٢، ٣٤.
٣ تاريخ التراث العربي ١/ ٤١٦.
٤ والأثر الذي بين أيدينا يدل دلالة واضحة على ذلك.

<<  <   >  >>