للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتذكير المؤنث كما قال الآخر: هو عامر بن جوين الطائي:

فلا مزنة ودقت ودقها ... ولا أرض أبقل إبقالها

فإن هذا وأشباهه وما يجري مجراه وإن لم يؤثر في فصاحة الكلمة كبير تأثير فإنني أوثر صيانتها عنه لأن الفصاحة تنبىء عن اختيار الكلمة وحسنها وطلاوتها. ولها من هذه الأمور صفة نقص فيجب اطراحها. على أن ما ذكرته يختلف قبحه في بعض المواضع دون بعض على قدر التأويل فيه وحكمه.

فأما إدخال الألف واللام على الفعل في نحو قول الشاعر١:

يقول الخنا وأبغض العجم ناطقا ... إلى ربنا صوت الحمار اليجدع

وتشديد الكلمة المخففة مثل قول الشاعر:

كأن مهواها على الكلكل٢

وقول الآخر: هو رؤبة:

ضخم يحب الخلق الأضخما

وتحريك الياء التي تقع قبلها كسرة في الرفع والجر مثل قول الشاعر:

ما إن رأيت ولا أرى في مدتي ... كجواري يلعبن في الصحراء

فإن هذا كله داخل في باب الزيادة التي ذكرناها وأشرنا إليها وهي مكروهة على ما تقدم.


١ هو لذي الخرق الطهوي.
٢ الكلكل: الصدر.

<<  <   >  >>