للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تكييف، ولا تمثيل"١. "قال الإمام أحمد: لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن، والحديث"٢، وذلك أن "من تأمل نصوص الكتاب، والسنة وجدها في غاية الإحكام، والإتقان، وأنها مشتملة على التقديس لله عن كل نقص، والإثبات لكل كمال"٣.

وهذه الاحترازات المذكورة "من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل"تمحض سبيل أهل السنة والجماعة، وطريقة سلف الأمة وأئمتها، وتخلصها من الضلالة، والبدعة في هذا الباب، ويتبين ذلك ببيان ما تضمنته هذه الاحترازات.

فالمراد بالتحريف: التأويل المذموم الباطل الذي هو "صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح، كتأويل من تأول: استوى بمعنى استولى، ونحوه، فهذا عند السلف، والأئمة باطل لا حقيقة له، بل هو من باب تحريف الكلم عن مواضعه والإلحاد في أسماء الله، وآياته"٤، إذ هو في الحقيقة صرف للنصوص عن مدلولها ومقتضاها ٥، و"إزالة اللفظ عما دل عليه من المعنى"٦، واستعمال التأويل بهذا المعنى "لا يوجد الخطاب به إلا في اصطلاح المتأخرين"٧ فقط. وأما السلف فالتأويل عندهم "بمعنى التفسير، وهذا هو الغالب في اصطلاح المفسرين للقرآن"٨، وهو أيضاً "الحقيقة التي يؤول إليها الكلام"٩.


١ الصفدية (١/١٠٣) وانظر: منهاج السنة (٢/١١١، ٥٢٣) ، الجواب الصحيح (٢/١٦٣) ، مجموع الفتاوى (٥/١٩٥) ، (٦/٣٨) ، (٨/٤٣٢) ، (١١/٢٥٠) .
٢ مجموع الفتاوى (٥/٣٨٢) .
٣ المصدر السابق (١١/٣٦١) .
٤ درء تعارض العقل والنقل (٥/٣٨٢) .
٥ انظر: المصدر السابق (٥/٢٣٥) ، مجموع الفتاوى (٥/٣٤٩) .
٦ مجموع الفتاوى (٣/١٦٥) .
٧ الصفدية (١/٢٨٩) .
٨ مجموع الفتاوى (٣/٥٥) .
٩ المصدر السابق (٣/٥٦) .

<<  <   >  >>