للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بشيء فضلاً عن أن يكون مدحاً أو كمالاً"١، "وإنما يكون كمالاً إذا تضمن أمراً ثبوتياً كقوله: {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} [البقرة: ٢٥٥] "٢ فإن "نفي السنة والنوم يتضمن كمال الحياة والقيام، فهو مبين لكمال أنه الحي القيوم"٣. فما جاء من وصفه – سبحانه – بالنفي "فالمقصود إثبات الكمال"٤.

"فالواجب أن ينظر في هذا الباب فما أثبته الله، ورسوله أثبتناه، وما نفاه الله، ورسوله نفيناه، والألفاظ التي ورد بها النص يعتصم بها في الإثبات، والنفي. فننثبت ما أثبتته النصوص من الألفاظ والمعاني، وننفي ما نفته النصوص من الألفاظ والمعاني"٥.

ولا يحرفون الكلم عن مواضعه،

طريقة أهل السنة والجماعة سالمة أيضاً من تحريف الكلم عن مواضعه، وذلك بتغيير "معنى الكتاب، والسنة فيما أخبر الله به، أو أمر به"٦. ولما تورط أهل البدع، والأهواء في هذا حرفوا الكلم عن مواضعه، فإن "هذه التأويلات من باب تحريف الكلم عن مواضعه، والإلحاد في آياته"٧. ولهذا فإن "تأويل هؤلاء المتأخرين عن الأئمة تحريف باطل"٨.


١ مجموع الفتاوى (٣/٣٥) .
٢ الصفدية (١/١٢١) ، وانظر: مجموع الفتاوى (٣/٣٥ – ٣٧) ، درء تعارض العقل والنقل (٦/١٧٦ – ١٧٧) .
٣ مجموع الفتاوى (٣/٣٦) .
٤ الجواب الصحيح (٣/٢١١) .
٥ منهاج السنة النبوية (٢/٥٥٤) ؛ وانظر: بيان تلبيس الجهمية (١/٤٤٤) .
٦ مجموعة الرسائل الكبرى (٢/١٧٠) .
٧ درء تعارض العقل والنقل (٥/٣٨٣) .
٨ مجموع الفتاوى (١٣/٢٩٥) .

<<  <   >  >>