للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قدرته، فإنه مع حفظه للسماوات والأرض لا يثقل ذلك عليه كما يثقل على من في قوته ضعف"١.

{وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم} [البقرة: ٢٥٥] .

"ختم هذه الآية بهذين الاسمين الجليلين الدالين على علو ذاته، وعظمته في نفسه"٢.

واسمه – تبارك، وتعالى – العلي "يفسر بأنه أعلى من غيره قدراً، فهو أحق بصفات الكمال. ويفسر بأنه العالي عليهم بالقهر، والغلبة، فيعود إلى أنه القادر عليهم، وهم المقدورون، وهذا يتضمن كونه خالقاً لهم، ورباً لهم، وكلاهما يتضمن أن نفسه فوق كل شيء، فلا شيء فوقه"٣.

وأما اسمه العظيم فهو "متضمن لصفات عديدة، فالعظيم من اتصف بصفات كثيرة من صفات الكمال"٤، فهو من الأسماء الدالة"على جملة أوصاف عديدة لا تختص بصفة معينة"٥.

ولهذا كان من قرأ هذه الآية في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح.

وبيان هذا أنه "قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه لما وكله النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة الفطر فسرق منه الشيطان ليلة


١ مجموع الفتاوى (١٧/١١٠) .
٢ الصواعق المرسلة (٤/١٣٧١) .
٣ مجموع الفتاوى (١٦/٣٥٨) .
٤ بدائع الفوائد (١/١٤٥) .
٥ المصدر السابق (١/١٤٤) .

<<  <   >  >>