للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وصفة المحبة من الصفات الفعلية الاختيارية، فإن كل "ما تعلق بالمشيئة مما يتصف به الرب فهو من الصفات الاختيارية"١ الفعلية؛ "مثل كلامه، وسمعه، وبصره، وإرادته، ومحبته، ورضاه، ورحمته، وغضبه، وسخطه؛ ومثل: خلقه، وإحسانه، وعدله؛ ومثل: استوائه، ومجيئه، وإتيانه، ونزوله، ونحو ذلك من الصفات التي نطق بها الكتاب العزيز، والسنة"٢. ولا يشكل عليك في هذا التمثيل ذكر الكلام، والسمع، والبصر، والإرادة حيث إنهم يمثلون بها للصفات الذاتية، فهي كذلك باعتبار النوع، وهي فعلية باعتبار الآحاد، والأفراد فتنبه٣.

وأهل السنة يثبتون هذا النوع من الصفات كسائر ما وصف الله به نفسه٤، فإن "من أعظم الأصول معرفة الإنسان بما نعت الله به نفسه من الصفات الفعلية"٥. "أما من ينفي الصفات من الجهمية، والمعتزلة فهم ينفون قيام الفعل به"٦، وكذلك ينفيها طائفة من مثبتة الصفات، "فإن ابن كلاب، والأشعري، وغيرهما ينفونها"٧.

و"أول من عرف في الإسلام أنه أنكر أن الله يُحِبُّ، ويُحَبُّ الجهم بن صفوان، وشيخه الجعد بن درهم"٨. والمخالفون للسلف في هذه الصفة الجليلة طائفتان في الجملة:


١ جامع الرسائل والمسائل (٢/٦١) .
٢ المصدر السابق (٢/٣) ، وانظر: الفتاوى (٦/٢١٧) .
٣ انظر: مجموع الفتاوى (١٣/١٣٢ – ١٣٣) .
٤ انظر: المصدر السابق (١٦/٤٢٨) ، والصفدية (١/١٣٠) .
٥ المصدر السابق (١٦/٣٧٢) .
٦ المصدر السابق (١٦/٣٧٣ – ٣٧٤) ، (٨/٢٢٩) .
٧ درء تعارض العقل والنقل (٢/١٨) ، وقد استوعب الشيخ – رحمه الله – أكثر هذا المجلد في مناقشة هذه البدعة، ودحضها، وانظر: مجموع الفتاوى (٦/٢٢٧ –٢٦٧) ، (٦/٢٦٨-٢٧٨) ، (٦٨-١٨٤) النبوات (ص: ٩٦-١١١) .
٨ منهاج السنة النبوية (٥/٣٩٢) ، وانظر: مجموع الفتاوى (٨/٣٥٧، ١٤٢) ، (١٠/٦٦) .

<<  <   >  >>