للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

نَذِيرًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان ١- ٢] ،

وقوله: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُون عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [المؤمنون: ٩١- ٩٢] ،

وقوله: {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [النحل: ٧٤] ،

وقوله: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [الأعراف: ٣٣] ،

في هذه الآيات الكريمات نزه الله – تعالى – نفسه عن النقائص "تارة بنفيها، وتارة بإثبات أضدادها"١. وقد تقدم أن"مجرد النفي ليس فيه مدح، ولا كمال، لأن النفي المحض عدم محض"٢، ولذلك فإن "كل نفي لا يستلزم ثبوتاً، هو مما لم يصف الله به نفسه"٣.

وقد نفى الله – تبارك، وتعالى- في هذه الآيات الكفء، والند، والمثل، والسمي، والشريك، والولي من الذل، ونفى عنه الولد، كل ذلك؛ لإثبات غاية الكمال له في الأسماء، والصفات، والأفعال.

وقد سبح نفسه – تعالى-، وتسبيحه نفسه "يتضمن مع نفي صفات النقص عنه، إثبات ما يلزم ذلك من عظمته، فكان في التسبيح تعظيم له مع تبرئته من السوء"٤.


١ التسعينية (١/١٨٨) .
٢ مجموع الفتاوى (٣/٣٥) .
٣ المصدر السابق (٣/٣٧) .
٤ درء تعارض العقل والنقل (٦/١٧٧) .

<<  <   >  >>