للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

رسوله "هي ثناؤه – سبحانه – عليه، وإظهاره لفضله، وشرفه، وإرادة تكريمه، وتقريبه"١.

أما بعد،

فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة، أهل السنة والجماعة.

في هذا بيان موضوع هذه الرسالة المباركة، وأنها قد اشتملت على عقيدة الفرقة الناجية من الأهواء والبدع في الدنيا، والناجية من النار في الآخرة، والموعودة بالنصر، والظهور إلى يوم القيامة.

ووصف هذه الفرقة بالنجاة جاء في بعض روايات حديث: "صحيح مشهور في السنن والمسانيد كسنن أبي داود، والترمذي، والنسائي، وغيرهم. ولفظه: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وفي لفظ: "على ثلاث وسبعين ملة" ٢، وفي رواية قالوا: يا رسول الله من الفرقة الناجية؟ قال: "من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي" ٣، وفي رواية قال: " هي الجماعة، يد الله على الجماعة" ٤، ولهذا وصف الفرقة الناجية بأنها أهل السنة والجماعة"٥.


١ جلاء الأفهام لابن القيم (ص: ٧٨) .
٢ رواه أحمد (٨٣٧٧) ، (٢/٣٣٢) ، وأبو داود (٤٥٩٦) ، والترمذي (٢٦٤٠) ، (٥/٢٥) ، وابن ماجه (٣٩٩١) ، (٢/١٣٢١) .
٣ رواه الترمذي (٢٦٤١) ، (٥/٢٦) .
٤ رواه أحمد (١٧٠٦١) ، (٤/١٠٢) ، ورواه أبو داود (٤٥٩٧) ، وابن ماجه (٣٩٩٢، ٣٩٩٣) ، (٢/١٣٢٢) . لكن دون قوله: "يد الله على الجماعة".
٥ مجموع الفتاوى (٣/٣٤٥) . وانظر أيضاً: منهاج السنة النبوية (٣/٤٥٦-٤٥٨) ، (٥/٢٤٩) .

<<  <   >  >>