للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهذه الآيات تدل على أن الله – تعالى – يوصف بالصفات الاختيارية الفعلية، فإنه – سبحانه – لما ذكر النداء فيها وقته "بظرف محدود، فدل على أن النداء يقع في ذلك الحين دون غيره من الظروف، وجعل الظرف للنداء لا يسمع النداء إلا فيه"١.

وهذا يدل لصحة ما ذهب إليه السلف، وأئمة السنة من أن صفة الكلام "صفة ذات، وفعل"٢، فالله – جل وعلا – "لم يزل متكلماً إذا شاء، كيف شاء"٣، والآيات بينة الدلالة على هذا، فإن النداء المذكور في قصة موسى "إنما ناداه حين جاء لم يكن النداء في الأزل كما يقول الكلابية"٤، ونداؤه آدم، وحواء، لما أكلا من الشجرة إنما كان "لما أكلا منها ناداهما، لم ينادهما قبل ذلك"٥، وكذلك النداء يوم القيامة، فإنه "في يوم معين، وذلك اليوم حادث كائن بعد أن لم يكن، وهو حينئذ يناديهم، لم ينادهم قبل ذلك"٦.

وقوله: {أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ} [التوبة: ٦] ،

وقوله: {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: ٧٥] ،

وقوله: {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ} [الفتح: ١٥] ،


١ مجموع الفتاوى (١٢/١٣١) ، وانظر تقرير ذلك في (٦/٢٢٣ – ٢٢٤) .
٢ المصدر السابق (٥/٢١٩) ، وانظر ذلك في جامع الرسائل والمسائل (٢/٦) .
٣ المصدر السابق (٦/٢٩١ – ٢٩٢) ، وانظر: جامع الرسائل والمسائل (٢/٥) .
٤ جامع الرسائل والمسائل (٢/١١) .
٥ المصدر السابق (٢/١٢) .
٦ المصدر السابق (٢/١٣) .

<<  <   >  >>