للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

شيء، وأنت الباطن، فليس دونك شيء، اقض عني الدين، وأغنني من الفقر "رواه مسلم١.

وقوله صلى الله عليه وسلم لما رفع أصحابه أصواتهم بالذكر: "أيها الناس اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم، ولا غائباً إنما تدعون سميعاً بصيراً، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته "متفق عليه٢.

في هذه الأحاديث إثبات معية الله – تعالى – لخلقه، وفيها إثبات سعته، وإحاطته بكل شيء، فهو الأول الآخر الظاهر الباطن، وفيها إثبات قربه من عبده الداعي.

ففي الحديث الأول: إثبات معية الله – تعالى – لعباده، وهذه هي المعية العامة.

وفي الحديث الثاني: إثبات قربه من عبده المصلي مع علوه – سبحانه-٣، فإن "العبد إذا قام إلى الصلاة، فإنه يستقبل ربه، وهو فوقه، فيدعوه من تلقائه لا من يمينه، ولا من شماله، ويدعوه من العلو لا من السفل"٤، فالحديث "حق على ظاهره، وهو – سبحانه- فوق العرش، وهو قبل وجه المصلي، بل هذا الوصف يثبت للمخلوقات، فإن الإنسان لو أنه يناجي السماء، أو يناجي الشمس، والقمر لكانت السماء، والشمس، والقمر فوقه، وكانت أيضاً قبل وجهه"٥.

وفي الحديث الثالث: إثبات أوليته، وآخريته، وظاهريته، وباطنيته،


(٢٧١٣) .
٢ رواه البخاري (٦٦١٠) ، ومسلم (٢٧٠٤) .
٣ انظر: مجموع الفتاوى (١/٣٦٦) .
٤ المصدر السابق (١/٥٧٧) .
٥ المصدر السابق (٥/١٠٧) .

<<  <   >  >>