للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:

والدليل قوله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت:٦٥] والله أعلم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


= يُنقِذون من البحار، وأنه يمد يده إلى البحر ويحمل المركب كله ويخرجه إلى البر ولا تتندَّ أكمامه، إلى غير ذلك من تُرَّهاتهم وخرافاتهم، فشركهم دائم في الرخاء والشدة، فهم أغلظ من المشركين الأولين.
وأيضاً –كما قال الشيخ في "كشف الشبهات" (١) : من وجه آخر: (أن الأولين يعبدون أناساً صالحين من الملائكة والأنبياء والأولياء، أما هؤلاء فيعبدون أناساً من أفجر الناس، وهم يعترفون بذلك، فالذين يسمونهم الأقطاب والأغواث لا يصلون، ولا يصومون ولا يتنزهون عن الزنا واللواط والفاحشة، لأنهم بزعمهم ليس عليهم تكاليف، فليس عليهم حرام ولا حلال، إنما هذا للعوام فقط. وهم يعترفون أن سادتهم لا يصلون ولا يصومون، وأنهم لا يتورّعون عن فاحشة، وابن عربي، والرفاعي، والبدوي، وغيرهم) .
١٧- ساق الشيخ الدليل على أن المشركين المتأخرين أعظم وأغلظ شركاً من الأولين، لأن الأولين يخلصون في الشدة ويشركون في الرخاء، فاستدل بقوله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [العنكبوت:٦٥] .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين.

<<  <