للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والمهاجرة ويوم حفر الخندق كان يقول: "اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة".

إن العبرة من هذا الحديث الشريف الصحيح هي:

أن نعلم أن الله تعالى أنعم علينا بنعم كثيرة وأعظمها نعمة الحياة والإيمان فإن زادنا الصحة والفراغ فقد تمت نعم الله تعالى علينا ولا يسعنا إلا شكرها، وذلك بحمد الله تعالى والثناء عليه مع طاعته بفعل أوامره، واجتناب نواهيه.

فإن نحن لم نحمد الله ولم نشكره فقد غبنا في نعم الله تعال علينا، وهذا لا يرضاه عبد عاقل أبداً. ومن هنا أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن كثير من الناس مؤمنهم وكافرهم فقد غبنوا نعمة الله تعالى عليهم فلم يكملوا بها ولم يسعدوا عليها؛ إذ أوقات فراغهم لم يملؤوها بالذكر والعبادة وصحتهم لم يصوموا بها النهار ولم يقوموا بها الليل، ولم يجاهدوا في سبيل الله ولم يرابطوا، فهم لذلك قد غبنوا في هذين الطائين الإلهيين عطاء الفراغ وعطاء الصحة، وإن قلت ما الفراغ؟ قلت لك إنه الوقت الذي لا تحرث فيه ولا تزرع ولا تحصد، ولا تصنع فيه ولا تبني، ولا تبيع ولا تشتري، وأما الصحة فهي قدرتك

<<  <   >  >>