للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفي هذه القصة أبلغ عظة في خطورة مخالفة منهج أهل السنة والجماعة في هذا الأصل العظيم، وأن مفارق منهجهم لا يجنى من ذلك إلا مثل هذه العواقب الوخيمة، إضافة إلى مجانبته للحق ومفارقته الصواب.

ومثال آخر: فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- قد عاش في زمن كانت السلطة فيه لديها قصور وتقصير بَيِّنٌ، بل إنه- رحمه اطه- أوذي من قبل السلطة بسبب تقريره ونشره لعقيدة أهل السنة والجماعة، ورده على الفرق الضالة كالصوفية والأشعرية، وسجن بسبب ذلك مراراً، حتى إنه- رحمه الله- مات محبوساً بقلعة دمشق١.

ومع ذلك كان شديد التحذير من الخروج عل الولاة ونزع اليد من الطاعة، ويبين أن هذا المسلك يترتب عليه من الفساد ما هو أعظم مما يقع من الولاة من فسق أو ظلم أو حور.


١ وقال قبل موته ما معنا: "إني قد أحللت السلطان الملك الناصر، من حبسه إياي لكونه فعل ذلك مقلداً غيره معذوراً، ولم يفعله لحظ نفسه، بل لما بلغه مما ظنه حقاً من مبلِّغه، والله يعلم إنه بخلافه". الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية للبزار (ص٨٢) .

<<  <   >  >>