عرفنا مما تقدم أن مفاعلتن في بحر الوافر ومجزوئه يدخلها من الزحاف العصب، وهو تسكين اللام، وبذلك تصبح مفاعلْتن بعد دخول العصب عليها مكونة من: وتد مجموع، سببين خفيفين. وفي هذه الحالة تشبه مفاعيلن في مقاطعها.
فإذا وردت قصيدة أو مقطوعة من الشعر على وزن: مفاعيلن مفاعيلن، وكان في أحد الأبيات: مفاعلَتن بفتح اللام فإن هذه القصيدة أو المقطوعة تكوم من مجزوء الوافر ولا تكون من الهزج. ومثال ذلك قول الشاعر:
وألقى رأسه شوقًا
... على صدري كمن أغفى
أبالإغفاء تقتلني ... وتخطف مهجتي خطفًا؟
فالتفعيلة الثانية من الشطر الأول للبيت الثاني، وكذلك التفعيلة الأولى من الشطر الثاني في نفس البيت هي: مفاعلَتن بفتح اللام. وهذا دليل على أن القصيدة أو المقطوعة التي منها هذان البيتان هي من مجزوء الوافر وليست من بحر الهزج.
أما إذا كانت جميع تفعيلات القصيدة أو المقطوعة على وزن مفاعيلن، فإن القصيدة أو المقطوعة تكون من بحر الهزج لا من مجزوء الوافر.
والخلاصة أن ورود مفاعلَتن بفتح اللام ولو مرة واحدة يقطع بأن القصيدة من مجزوء الوافر، وعدم ورود مفاعلَتن بفتح اللام في القصيدة يقطع بأنها من بحر الهزج.