للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ووهّم سعيد بن المسيب ابن عباس في قوله: "تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم" (١) .

وهذا شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي أبو بسطام رحمه الله قال فيه عبد الرحمن بن مهدي: "كان سفيان الثوري يقول: شعبة أمير المؤمنين في الحديث".

وقال الشافعي: "لولا شعبة ما عُرف الحديث بالعراق، كان يجيء إلى الرجل فيقول: لا تحدث، وإلا استعديت عليك السلطان"، وقال أحمد أيضاً: "شعبة أعلم بحديث الحكم، ولولا شعبة ذهب حديث الحكم ولم يكن في زمن شعبة مثله في الحديث، ولا أحسن حديثاً منه، كان قُسِمَ له من هذا حظ" (٢) .

وقال أحمد أيضاً: "كان شعبة أمة وحده في هذا الشأن (يعني في الرجال) وبصره في الحديث وتثبته وتنقيته للرجال" (٣) ، ولكن مع ذلك قد ضبط الأئمة أخطاءً عليه، وسجلوها في أقوالهم ومصنفاتهم.

ومعلوم أنه من أشد الناس على التدليس والمدلسين، ومع ذلك روى عن شيوخ ولم يسمع منهم.

قال الإمام أحمد: "أخطأ شعبة في اسم خالد بن علقمة فقال: مالك بن عُرفُطة، وأخطأ أيضاً في سلَم بن عبد الرحمن، فقال: عبد الله بن يزيد في حديث الشكال في الخيل (٤) قلب اسمه.


(١) شرح علل الترمذي لابن رجب (١/ ١٥٩ – ١٦٠) .
(٢) تقدمة الجرح والتعديل (ص/١٢) وما بعده مع أقوال طيبة كثيرة.
(٣) العلل ومعرفة الرجال (٢ / ٥٣٩) النص [٣٥٥٧] .
(٤) أما طريق شعبة عن عبد الله بن يزيد فأخرجه النسائي في باب الخيل (٦ / ٢١٩) وأحمد في مسنده (٢/ ٢٠٥) والمزي في تهذيب الكمال (٢ / ٧٥٦) وأشار إليه الترمذي في الجهاد (٣ / ٢٠٤) وانظر مسائل ابن هاني (٢ / ٢٤٦) ، ونحوه قول ابن معين في تاريخه النص [٣١٣٦] وطريق سلم بن
عبد الرحمن أخرجه مسلم في الإمارة (٣ / ٤٩٤) وأحمد (٢ / ٢٥٠ – ٤٦٧) وأبوداود في الجهاد
(٣ / ٢٣) والترمذي في الجهاد (٣ / ٢٠٤) والنسائي في الخيل (٦ / ٢١٩) كلهم من طريق سفيان عن سلم بن عبد الرحمن عن أبي زرعة عن أبي هريرة كان النبي صلى الله عليه وسلم......، وعند بعضهم زيادة: والشكال أن يكون التحجيل في الفرس في رجله اليمنى وفي يده اليسرى أوفي يده اليمنى ورجله اليسرى.

<<  <   >  >>