ابن سعيد لنا بأنه خرج مع غالب بن أبجر، فمرض غالب في الطريق. فلما وصلا المدينة المنورة عاده ابن أبي عتيق فقال لهم:"عليكم بهذه الحبة السوداء فخذوا منها خمساً أو سبعاً فاسحقوها ثم قطروها في أنفه بقطرات زيت في هذا الجانب وفي هذا الجانب" هذه القصة يرويها البرزالي في الأربعين الطبية.
ثم يقول:" قال الشيخ: الشونيز هو الكمون الأسود ويسمى الكمون الهندي ومنافعه كثيرة وهو حار يابس في الدرجة الثالثة يجلو ويقطع ويحلل ويشفي من الزكام إذا قلي وصُرَّ في خِرْقة، وشم دائماً ويحلل النفخ غاية إذا ورد من داخل البدن، ويقتل الدود إذا أكل على الريق. وإذا وضع على البطن من خارج لطوخاً كذلك، ودهنه ينفع من داء الحية ومن الثآليل والخيلان، وإذا شرب منه مثقال بماء نفع من البهر وضيق النفس، ويدر الطمث المحتبس، والضماد به ينفع من الصداع البارد وإذا نقع منه سبع حباتٍ عدداً في لبن امرأة ساعةً وتسعّط بها صاحب اليرقان نفعه نفعاً بليغاً.... وإذا طبخ بخل وخشب الصنوبر نفع من وجع الأسنان، وإذا شرب في الحساء أدرَّ الطمث والبول واللبن. وإذا شرب بنطرون شفى من عسر النفس، وينفع من نهش الرُّتَيْلا ودخانه يطرد الهوام وخاصيته إذهاب الجشاء الحامض والكائن عن البلغم والسوداء "(١) .