للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بلا هوادة، فقطعوها، وظنَّ الأعداءُ أنَّها النهاية، وأنَّ اللواء سوف يسقط، فتسقط معه معنويات المسلمين، ولكنَّ القائد العظيم تلقَّفه:

[٥٢] "بشماله، فقُطِعَت، فاحتضنه بعضديه"١، ولكن "ورغم استبسال جعفر وثباته هذا، فقد انتهى صموده الرائع بأن سقط شهيداً بعد أن اعتورته سيوف الرومان، وهو يحتضن اللواء في إصرارٍ وتصميمٍ، حتَّى صعدت روحه الطاهرة، ليأخذ مكانه بين الصِّدِّيقين والشُّهداء"٢.

بل بين الملائكة:


١ ذكره ابن هشام (السيرة ٤/٣٧٨) روايةً عن مبهم، ولكن له شاهد، أخرجه الحاكم (المستدرك ٣/٢٣٢) من حديث عطاء، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وقال فيه حكايةً عن جعفر رضي الله تعالى عنه: ”ثُمَّ أخذت اللواء بيدي اليُمنى فقُطِعَت، ثُمَّ أخذت بيدي اليُسرى فقُطِعَت ... " الخ. وقد سكت عنه الحاكم، والذهبي، وأخرجه الطبراني كما في (المجمع للهيثمي ٩/٢٧٣) وقال عنه الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين، وأحدهما حسن. وقال عنه ابن حجر (فتح الباري ٧/٧٦) : إسناده جيد. وقال ابن كثير (البداية ٤/٢٤٦) : ومِمَّا يشهد لِمَا ذكره ابن هشام مِن قطع يمينه وهي مُمْسِكة باللواء، ثُمَّ شماله، ما رواه البخاري: ثنا محمَّد بن أبي بكر ثنا عمر ابن علي، عن إسماعيل بن أبي خلاَّد، عن عامر قال: "كان ابن عمر إذا حَيِّا ابن جعفر قال: السَّلام عليك يا ابن ذي الجناحين".
٢ با شميل: غزوة مؤتة ٢٩٦.

<<  <   >  >>