للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

العلم في ذاته صعب يحتاج إلى جهد كبير؛ لأننا نعلم أنه كلما تقدمت السن من الإنسان زاد حجمه وقل فهمه، فهذا الرجل الذي بدأ الآن في طلب العلم ينبغي له أن يختار عالمًا يثق بعلمه ليطلب العلم عليه؛ لأن طلب العلم عن طريق المشايخ أوفر وأقرب وأيسر، فهو أوفر؛ لأن الشيخ عبارة عن موسوعة علمية، لا سيما الذي عنده علم نافع في النحو والتفسير والحديث والفقه وغيره فبدلا من أن يحتاج إلى قراءة عشرين كتابًا يتيسر تحصيله من الشيخ، وهو لذلك يكون أقصر زمنًا، وهو أقرب للسلامة كذلك؛ لأنه ربما يعتمد على كتاب ويكون نهج مؤلفه مخالفًا لنهج السلف سواء في الاستدلال أو في الأحكام فننصح هذا الرجل الذي يريد طلب العلم على الكبر أن يلزم شيخًا موثوقًا، ويأخذ منه؛ لأن ذلك أوفر له، ولا ييأس، ولا يقول بلغت من الكبر عتيًّا؛ لأنه بذلك يَحرم نفسه من العلم.

وقد ذُكر أن بعض أهل العلم دخل المسجد يومًا بعد صلاة الظهر فجلس، فقال له أحد الناس: قم فصل ركعتين، فقام فصلى ركعتين، وذات يوم دخل المسجد بعد صلاة العصر فكبر ليصلي ركعتين فقال له الرجل: لا تصلِّ فهذا وقت نهي، فقال: لا بد أن أطلب العلم، وبدأ في طلب العلم حتى صار إمامًا، فكان هذا الجهل سببًا لعلمه، وإذا علم الله منك حسن النية ومنَّ عليك بالتوفيق فقد تجمع من العلم الشيء الكثير.

٦٤ - سئل الشيخ: ما هي الكتب التي تنصح بها المبتدئ في طلب العلم وخاصة في العقيدة

ج: من أحسن ما يكون في العقيدة كتاب العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية فهو زبدة مختصرة في عقيدة أهل السنة والجماعة وهي تحتاج إلى شرح ويحتاج المبتدئ إلى من يشرحها له وكتاب عقيدة السفارييني وهي منظومة وفيها بعض الإطلاقات التي تخالف بظاهرها مذهب السلف كقوله:

وليس ربنا بجوهر ولا عرض ... ولا جسم تعالى في العلى

فهذا القول يخالف ما كان عليه السلف وإذا درس الطالب هذه العقيدة على شيخ ملم بالعقيدة وبين له الإطلاقات المخالفة لعقيدة السلف فذلك مفيد.

<<  <   >  >>