للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يلقينه في ثوب بلال رضي الله عنه ـ ولم يقلن إذا وصلنا إلى البيت تصدقنا ولكن بادرن بذلك.

وكذلك الرجل الذي طرح النبي صلى الله عليه وسلم خاتمه الذي كان من ذهب وألقاه في الأرض ما رجع إليه بعد أن علم التحريم حتى قيل له: خذ خاتمك لتنتفع به فقال: والله لا آخذ خاتمًا طرحه النبي صلى الله عليه وسلم، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: اخرجوا إلى بني قريظة: "لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة" ١.

فخرجوا بعد أن كانوا مرهقين حتى إن الصلاة أدركتهم في الطريق فمنهم من صلى خوفًا من فوات الوقت ومنهم من أخر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة". فانظر يا أخي طالب العلم إلى سرعة امتثال الصحابة لما علموا من تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم، فهل إذا طبَّقنا هذا الأمر على ما هو الواقع الآن، فهل نحن على هذا الأمر في هذا الوقت؟ أعتقد أن هذا يفوت كثيرًا وما أكثر ما علمنا أن الصلاة ركن من أركان الإسلام يكفر المرء بتركها وما أكثر ما علمنا أن صلاة الجماعة فرض على الأعيان ولا بد منه، وما أكثر ما علمنا أشياء كثيرة هي من المحظورات، ومع ذلك نجد في طلبة العلم من ينتهك هذا المحظور، وكذلك من يترك هذا الواجب ولا يبالي به، فهذا فرق عظيم بين طلب العلم في الماضي وطلبه في الحاضر.

٦٩ـ وسئل فضيلة الشيخ: ما هي الطريقة الصحيحة في طلب العلم؟ هل يكون بحفظ المتون في علوم الشريعة أم فهمها؟ نرجو التوضيح حفظكم الله تعالى؟

فأجاب فضيلته بقوله: على طالب العلم أن يبدأ العلم شيئًا فشيئًا، فعليك أن تبدأ في الأصول والقواعد والضوابط وما أشبه ذلك من المختصرات مع المتون؛ لأن المختصرات سُلّم إلى المطولات، لكن لا بد من معرفة الأصول والقواعد ومن لم يعرف الأصول حُرم الوصول.


١ صحيح: رواه البخاري ٩٤٦, ٤١١٩. ورواه مسلم ١٧٧٠. ولكن وقع عنده الظهر بدلا من العصر وقد أجاب العلماء عن ذلك أنظر فتح الباري ٧/٤٠٨, ٤١٠. وشرح النووي لصحيح مسلم ١٢/٩٧, ٩٧.

<<  <   >  >>