٨٧- وسئل فضيلة الشيخ: ما نصيحة فضيلتكم حول العمل بالعلم؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا بد من العمل بالعلم، لأن ثمرة العلم العمل؛ لأنه إذا لم يعمل بعلمه صار من أول من تُسعَّر بهم النار يوم القيامة.
كما قيل:
وعالم بعلمه لم يعمل ... معذب من قبل عبّاد الوثن
فإذا لم يعمل بعلمه أورث الفشل في العلم وعدم البركة ونسيان العلم، لقول الله تعالى:{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ}[المائدة: ١٣] .
وهذا النسيان يشمل النسيان الذهني والنسيان العملي، فيكون بمعنى ينسونه ذهنيًّا أو ينسونه يتركونه؛ لأن النسيان في اللغة العربية يطلق بمعنى الترك، أما إذا عمل الإنسان بعلمه فإن الله تعالى يزيده هدى، قال تعالى:{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى} . [محمد: ١٧] .
ويزيده تقوى ولهذا قال:{وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}[محمد: ١٧] . فإذا عمل بعلمه ورَّثه الله علم ما لم يعلم ولهذا قال بعض السلف: العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل.
٨٨- سئل الشيخ وفقه الله تعالى: ما الأمور التي جب توافرها فيمن يتلقى عنه العلم؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا بد أن يُطلب العلم على شيخ متقن ذي أمانة؛ لأن الإتقان قوة، والقوة لا بد معها من أمانة، قال الله تعالى:{إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}[القصص: ٢٦] .
ربما يكون العالم عنده إتقان وسعة علم وقدرة على التفريع والتقسيم، ولكن ليس عنده أمانة فربما أضلك من حيث لا تشعر، كذلك لا تأخذ العلم بالتحصيل الذاتي أي: أن تقرأ الكتب فقط دون أن يكون لك شيخ معتمد ولهذا قيل: من دليله كتابه كان خطأه أكثر من صوابه لأنه يجد بحرا لا ساحل له ويجد عمقا لا يستطيع التخلص منه أما من أخذ من عالم شيخ فإنه يستفيد فوائد عظيمة: