للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عليه بقاعدة عامة فنقول للإنسان: استعمل ما تراه مناسبًا لك في حفظ القرآن.

لكن المهم أن يكون عندك علم لما حفظت متى أردت الرجوع إليه، وأحسن ما رأيت في العلم أن الإنسان إذا حفظ شيئًا اليوم يقرأه مبكرًا الصباح التالي، فإن هذا يعين كثيرًا على حفظ ما حفظه في اليوم الأول، هذا شيء فعلته أنا فإن هذا يعين على الحفظ الجيد.

أما الوعيد على من ينسى، قال الإمام أحمد: ما أشد ما ورد فيه أي من حفظ آية ونسيها، والمراد بذلك من أعرض عنها حتى تركها، وأما من نسيها لسبب طبيعي أو لأسباب كانت واجبة أشغلته فإن هذا لا يلحق به إثم {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: ٢٨٦] .

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى بأصحابه فنسي آية فذكره أحد الصحابة بها بعد الصلاة فقال: "هلا كنت ذكرتني بها" ١.

فالإنسان الذي ينساه تهاونًا به وإعراضًا عنه لا شك أنه خاسر وأنه مستحق الإثم، وأما الذي ينساه لشيء واجب عليه أوجبه الله - سبحانه وتعالى عليه أو نسيانًا طبيعيًّا فهذا لا يلحقه شيء.

٣٦- سئل فضيلة الشيخ رعاه الله تعالى: عن كتاب فقه السنة؟

فأجاب بقوله: لا شك أنه من خير الكتب؛ لأن فيه مسائل كثيرة مقرونة بالأدلة، لكنه لا يسلم من الأخطاء، وكما قال ابن رجب رحمه الله في مقدمة القواعد الفقهية، قال يأبي الله العصمة لكتاب غير كتابه ولكن المنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه الكتاب لا شك أنه نافع لكن لا أرى أن يقتنيه إلا طالب علم يميز بين الصحيح والضعيف؛ لأن به مسائل ضعيفة كثيرة. ومن ذلك القول باستحباب صلاة التسبيح٢.


١ سبق تخريجه.
٢ فيها خلاف بين العلماء بين من يقول إنها بدعة ومن يقول أنها جائزة وصحح حديثا الشيخ الألباني وإن كنت أرى أنها مستحبة.

<<  <   >  >>