للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كذلك نجد أن ظاهرة التشدد صاحبت قيام الدعوة الإصلاحية دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب وقيام الدولة السعودية في مراحلها الثلاث. وهذه الظواهر ليست على نهج الدعوة، ولا على نهج الدولة، بل كانت تسبب لها الكثير من الإحراج، مع العلم أن الدعوة تقوم على السنة، وهي بريئة من الغلو والعنف والتكفير، وما يثيره بعض الجاهلين وأهل الأهواء من أن العنف والغلو والتشدد صادر عن منهج الدعوة فهو باطل قطعا.

فلا يجوز بحال نسبة شيء من ذلك إلى دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجها، لكنها ظواهر تبتلى بها كل أمة.

ولعله من المناسب التذكير بما تعرضت له الدعوة ودولتها (المملكة العربية السعودية) منذ أن قام بها الملك عبد العزيز - رحمه الله - من نزعات التشدد التي تم علاجها بالحكمة والحزم، من قبل الملك عبد العزيز والعلماء وأهل الحل والعقد، وكان من آخر حلقات (الغلو) ظهور تلكم الفئة التي دخلت الحرم عام ١٤٠٠هـ، ثم يليها بعض ظواهر التشدد التي انتهت الآن إلى بروز ظواهر خطيرة متعددة الوجوه والأغراض والتوجهات، من التكفير واستباحة الدماء والإفساد في الأرض، والتنكر للعلماء والولاة والمجتمع.

<<  <   >  >>