واستوى الناسُ في الخديعةِ والمكر فكلٌ لسانه اثنانِ
واعلم أعزَّكَ الله أن الكلب لِمن يقتنيه أشفق من الوالد على ولده والأخ الشقيق على أخيه وذلك أنّه يَحرس ربَّه ويحمي حريمه شاهدا وغائبا ونائما ويقظانا لا يقصِّرُ عن ذلك وإن جَفوه ولا يخذُلهم وإن خذلوه.
ورُويَ لنا أنَّ رجلاً قال لبعض الحكماء أوصِني قال ازهد في الدنيا ولا تُنازِع فيها أهلها وانصح لله تعالى كنصح الكلب لأهله فإنّهم يُجيعونه ويضربونه ويأبى إلا أن يحوطهم نصحا وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم: رجلا قتيلا فقال: "ما شأن هذا الرجل قتيلا" فقالوا يا رسول الله وثبَ على غنمِ أبي زهرة فأخذ شاةً فوثب عليه كلبُ الماشية فقتَلَه فقال صلى الله عليه وسلم: "قتل نفسَه وأضاعَ دينَه وعَصى ربَّه عز وجل وخان أخاه وكان الكلب خيراً من هذا الغادر" ثم قال صلى الله عليه وسلم: "أيعجز أحدكم أن يحفظ أخاهُ المسلمَ في نفسهِ وأهلهِ كحفظ هذا الكلبِ ماشيةَ أربابه"؟.
ورأى عمر بن الخطاب أعرابيا يسوقُ كلباً فقال ما هذا معك فقال يا أمير المؤمنين نِعم الصاحبُ