جِمالنا ولا مَحامِلنا إلا صاح ونبح فكنّا قد أمنّا من سلالة وغيره إلى مكة.
وعزمنا على الخروج في عمل إلى اليمن فكان معنا في أرض قبا ورجعنا إلى مدينة السلام وهو معنا.
ذكر أبو عبد الله عن أبي عبيدة النحوي وأبي اليقظان سحيم بن حفص وأبي الحسن علي بن محمد بن المدايني عن محمد بن حفص ابن سلمة بن محارب وقد حدثنا بهذا الحديث أبو بكر عبد الله ابن محمد بن أبي الدنيا بإسناد ذكره وهو حديث مشهور أن الطاعون الجارف أتى على أهل دار فلا يشكّ أحدٌ من أهل المحلة أنه لم يبق فيها صغير ولا كبير ولا كان قد بقى في الدار صبيٌّ رضيع صغير يحبو ولا يقوم فعمد مَن بقيَ من أهل تلك المحلة إلى باب الدار فسدوه فلّما كان بعد ذلك بأشهرٍ تحوّل إليها بعض ورثةِ القوم فلما فُتح الباب وأفضى إلى عرصة الدار إذا هو بصبيٍّ يلعب مع جروِ كلبة كانت لأصحاب الدار فلّما رآها الصبيُّ حَبَا إليها فأمكنته مِن لبنها فعلموا أن الصبي بقي في الدار وصار منسيّا واشتد جوعه ورأى جرو الكلبة يرضع فعطف عليها فلما سقته مرة أدامت له وأدام لها الطلب تلك المدة فسبحان مسبب الأسباب.