ما الخبر ياسيدهم ومولاهم فقال لهم هل تعلمون أن الله عز وجل خلق خلقا هو شرٌّ مني.
ولو فتشت في دهرنا هذا لوجدت مثل صاحب الكتاب كثيراً ممن تعاشره إذ لقيكَ رحَّب بك وإذ رغبت عنه أسرفَ في الغيبةِ وتلقَّاكَ بوجه المحبة ويضمرُ لك الغشَّ والمسبَّة وقد علمت ما جاء في الغيبة قال صلى الله عليه وسلم:"من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار"، وقال صلى الله عليه وسلم:"إياكم والغيبة فإنها شرٌّ من الزنا إنَّ الرجل ليزني ويتوب فيتوب الله عليه وصاحب الغيبةِ لا يغفرها الله له حتى يغفرها صاحبها".
وعن بِشر بن الحارث قال قال الفضيل ابن عياض لا يكون الرجل من المتَّقين حتى يأمَنه عدوّه ولا يخافُه صديقُه فقال بعضهم ذهبَ زمنُ الأنسِ ومن كان يعارضُ فاحتفظ مِن صديقك كما تحتفِظ من عدوك وقدِّم الحزم في كلِّ الأمور وإيَّاكَ أن تكاشفه سرَّك فيجاهرك به في وقت الشَّر.