للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تلعب بين يدي الخليفة وتضحكه وكانت من جملة حظاياه وتسمى "عرفة" فجاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها وهي ترقص بين يدي الخليفة، فانزعج الخليفة من ذلك وفزع فزعا شديدا، وأحضر السهم الذي أصابها بين يديه فإذا عليه مكتوب: إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره أذهب من ذوي العقول عقولهم١.

وأمر الخليفة عند ذلك بزيادة الإحتراز وكثرت الستائر على دار الخلافة، ولكن الأمر أكبر من ذلك وأعظم.

ولم يقف هذا الضعف والهوان عند حدود دول المشرق الإسلامي، أو ينتهي بضعف مركز الخليفة العباسي، وضمور سلطان الخلافة العباسة، بل جاوز ذلك إلى ملوك وسلاطين المسلمين في بلاد الشام ومصر، فقد ذكر ابن كثير – في أحداث سنة ٦٥٨هـ - أن سلطان دمشق وحلب الملك الناصر بن العزيز، وملك الكرك والشوبك الملك المغيث بن العادل قد عزموا على قتال المصريين وأخذ مصر منهم، ومعهما الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري٢.

وقبل ذلك ذكر "الذهبي" أن عسكر الناصر سار سنة ٦٥٦هـ


١ البداية والنهاية ١٣/١٩٠.
٢ المصدر السابق: ١٣/٢٠٧.

<<  <   >  >>