للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[السمو بالنفس وتطهير الضمير]

١- إن إصلاح الفرد إصلاحًا يجعله جديرًا بحمل المبادئ الفاضلة، والعمل لتحقيق الأهداف السامية؛ لا يتم ولا يؤدي ثمرته المرجوة إلا إذا مَسَّ الإصلاح -أولاً- نفسه التي بين جنبيه، باعتبارها مصدر السلوك وموطن الشعور، ومبعث الأعمال التي توصف بالخير أو الشر، وتضع الإنسان مع الأخيار المفلحين، أو الأشرار الخائبين، كما قال تعالى:

{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} ١.

ولذا فإن تربية الضمير من أخطر المهام التي يتعلق بها مصير الإنسان، ويتوقف عليها ضمان سعادة الفرد وتماسك المجتمع، ومن الضروري أن يوضع لها من القواعد والأسس ما يتناسب مع دقة مهمتها وجلال رسالتها؛ لأن أي انحراف في المنطق سيئول في النهاية إلى الضياع والهلاك. وخطر الانحراف في تربية الضمير، أو إهمال تربيته؛ هو في ذلك الامتداد والتوسع الذي يشمل كل جزء من أجزاء النشاط الإنساني. ويؤكد الواقع أنه ليس لأي عامل من عوامل الحركات الإنسانية -مهما


١ الشمس: "٧-١٠".

<<  <   >  >>