للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

واستجابوا، وليسوا كذلك" ثم أخبر أن هذا الضرب شر الخلق فقال: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ} ١ الآية، ثم جعلهم شرها: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً} أي: قصدا صحيحا {لَأسْمَعَهُمْ} أي: أفهمهم، ولو فعل لتولوا عنادا.

وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} ٢. قال البخاري ٣: "لما يصلحكم" قال مجاهد ٤: "وهو هذا القرآن، فيه النجاة والتقاة والحياة" وقال عروة ٥: "أي: للحرب التي أعزكم بها بعد الذل". {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} ٦، قال ابن عباس ٧: "يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان وقال مجاهد٨: "حتى يتركه لا يعقل". وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ٩ ") .

وقوله: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} ١٠: يحذر تبارك وتعالى فتنة لا تخص أهل المعاصي بل تعم حيث لم تدفع فترفع، قال ابن عباس١١: "أمر الله المؤمنين ألا يقروا المنكر بين ظهرانيهم، فيعمهم العذاب".

وقوله: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن


١ سورة الأنفال آية: ٢٢.
٢ سورة الأنفال آية: ٢٤.
٣ صحيح البخاري: ٣/٩٤.
٤ ابن كثير: ٢/٢٩٧ والرواية عن قتادة.
٥ نفس المصدر والجزء والصفحة.
٦ سورة الأنفال آية: ٢٤.
٧ زاد المسير: ٣/٣٣٩, ابن جرير: ٩/٢١٥.
٨ تفسير مجاهد: ٢٦١, ابن كثير: ٢/٢٩٨.
٩ مسند أحمد: ٣/٢٥٧.
١٠ سورة الأنفال آية: ٢٥.
١١ زاد المسير: ٣/٣٤١, ابن جرير: ٩/٢١٨.

<<  <   >  >>