للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} ١ قال ابن عباس ٢: "أمانان: النبي والاستغفار، فذهب النبي وبقي الاستغفار". وقوله: {وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} يعني: من سبق له من الله الدخول في الإيمان. وقوله: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} ٣: يخبر تعالى أنهم أهل لذلك لأجل هذا الفعل ولهذا لما خرج الرسول عنهم عذبهم الله يوم بدر وقوله: {وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ} الآية، أي: ليسوا أهلا له، وإنما أهله النبي ومن معه، كقوله: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ} ٤ الآية. قال مجاهد ٥: "هم المتقون، من كانوا، وحيث كانوا". وقوله: {وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} ٦ المكاء: الصفير، والتصدية أي: التصفيق، وقوله: {فَذُوقُوا الْعَذَابَ} هو ما أصابهم يوم بدر.

وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} ٧: قالوا: نزلت في إنفاق قريش وأبي سفيان الأموال بعد بدر، وإرصادها لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعلى كل تقدير فهي عامة وإن كان السبب خاصا.

وقوله: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} ٨ يحتمل أن يكون في الآخرة


١ سورة الأنفال آية: ٣٣.
٢ ابن كثير: ٢/٣٠٥.
٣ سورة الأنفال آية: ٣٤.
٤ سورة التوبة آية: ١٧.
٥ ابن جرير: ٩/٢٣٩.
٦ سورة الأنفال آية: ٣٥.
٧ سورة الأنفال آية: ٣٦.
٨ سورة الأنفال آية: ٣٧.

<<  <   >  >>