الجمال هو التناسب بين أجزاء الهيئات المركبة سواء أكان ذلك في الماديات أم في المعقولات، وفي الحقائق أم الخيالات.
ما كان الوجه الجميل جميلا إلا للتناسب بين أجزائه، وما كان الصوت الجميل جميلا إلا لتناسب بين نغماته، ولولا التناسب بين حبات العقد ما افتتنت به الحسناء، ولولا التناسق في أزهار الروض ما هامت به الشعراء.
ليس للتناسب قاعدة مطردة يستطيع الكاتب أن يبينها، فالتناسب في المرئيات، غيره في المسموعات، وفي الرسوم غيره في الخطوط، وفي الشئون العلمية، غيره في القصائد الشعرية، على أنه لا حاجة إلى بيانه ما دامت الأذواق السليمة تدرك بفطرتها ما يلائمها فترتاح إليه وما لا يلائمها فتنفر منه.
إن كثيرا من الناس يستحسنون الأنف الصغير في الوجه الكبير، والرأس الكبير في الجسم الصغير، ولا يفرقون بين البرص في الجسم الأسود، والخال في الخد الأبيض، ويطربون