للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أنت المتصرف في الكائنات، وأنت سيد الأرضين والسموات".

إن الله أغير على نفسه من أن يُسعد أقواما يزدرونه ويحتقرونه ويتخذونه وراءهم ظهريا، فإذا نزلت بهم جائحة أو ألمت بهم ملمة ذكروا الحجر قبل أن يذكروه، ونادوا الجذع قبل أن ينادوه.

بمن أستغيث وبمن أستنجد ومن الذي أدعو لهذه الملمة، أأدعو علماء مصر وهم الذين يتهافتون على يوم "الكنسة"١ تهافت الذباب على الشراب، أم علماء الأستانة وهم الذين قتلوا جمال الدين الأفغاني فيلسوف الإسلام وأحيوا أبا الهدى الصيادي شيخ الطريقة الرفاعية، أم علماء العجم وهم الذين يحجون إلى قبر الإمام كما يحجون إلى البيت الحرام، أم علماء الهند وبينهم مثل مؤلف ذلك الكتاب؟!

يا قادة الأمة ورؤساءها، عذرنا العامة في إشراكها وفساد عقائدها، وقلنا: إن العامي أقصر نظرا وأضعف إدراكا من أن يتصور الألوهية إلا إذا رآها ماثلة في النصب والتماثيل والأضرحة والقبور، فما عذركم أنتم وأنتم تتلون كتاب الله, وتقرءون صفاته ونعوته, وتفهمون معنى قوله تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاّ اللَّهُ} وقوله


١ يوم يذهب فيه علماء الدين إلى ضريح الإمام الشافعي؛ للتبرك بكنس ترابه.

<<  <  ج: ص:  >  >>