بل سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- قول قتيلة بنت الحارث تعاتبه في قتله أخاها النضر بن الحارث على رحمه منه, واتصال نسبه به:
أمحمد يا خير صنو كريمة ... في قومها والفحل فحل معرق
ما كان ضرك لو مننت وربما ... من الفتى وهو المغيظ المحنق
والنضر أقرب من أصبت وسيلة ... وأحقهم إن كان عتق يعتق
ظلت سيوف بني أبيه تنوشه ... لله أرحام هناك تشقق
فبكى وقال هو من لا ظنة١ في عدله ولا ريبة في حكمه:"لو سمعتها قبل اليوم ما قتلته".
لا مؤثر في نفس الإنسان غير الشعر، وما خضع الإنسان لشيء في جميع أدوار حياته إلا للشعر، وللشعر الفضل الأول في نبوغ الإنسان وارتقائه وبلوغه هذا المبلغ من الكمال، ولقد أحب الإنسان الشعر ناطقا وصامتا، أما الناطق فقد عرفته، وأما الصامت فالتماثيل التي يراد بنصبها تمثيل حياة عظماء الرجال شعر، وهذه النغمات الموسيقية التي تصور خواطر القلوب ووجداناتها فتهيج عاطفة الحب في نفس العاشق وعاطفة الحماسة في نفس الجندي شعر، وهدير الأمواج شعر لأنه يمثل عظمة الجبارين، وظلام الليل شعر لأنه